ملتقى العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى العرب

ملتقى العر لكل العرب الاصدقاء والاحباب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما اعدلك يا رسول الله حتى بين نسائك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
essam_almahde




المساهمات : 43
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

ما اعدلك يا رسول الله حتى بين نسائك Empty
مُساهمةموضوع: ما اعدلك يا رسول الله حتى بين نسائك   ما اعدلك يا رسول الله حتى بين نسائك Icon_minitimeالإثنين مايو 25, 2009 6:20 am

أما عدله صلى الله عليه وسلم بين أزواجه ، فهو على نحو ما قلت من حبه وملاعبته وحلمه ووفائه ، وعدل ناشىء عن الشعور بالمسؤولية ، ومن فِطرة الله تعالى له على الحق والعدل وبعثه بهما :
1-
فقد كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " لا يفضِّل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، وكان قلَّ يوم يأتي إلا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبغ إلى التي هو يومُها فيبيت عندها " أبوداود .
2-
ولم يكن يتغير حاله صلى الله عليه وسلم في العدل تبعًا لتغير أحواله سفرًا وحضرًا ، بل لقد كان يعدل في سفره كما يعدل في حضَره ، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه فأيَّتهُن خرج سهمُها خرج بها معه ، قالت : وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة - رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم " البخارى .
تعني بذلك لمَّا كبرت ، وأضحت لا إربة لها في الرجال .
3-
وكان من عدله صلى الله عليه وسلم بينهن أنه كان إذا تزوج ثيِّبًا أقام عندها ثلاثًا لإيناسها ، ثم يقسم لها كسائر نسائه ، كما روت أم سلمة - رضي الله عنها - ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام عندها ثلاثًا ، وقال لها : " إنه ليس بك على أهلك هوان ، إن شئتِ سبَّعت لك - أي : أقمت عندك سبعاً - وإن سبَّعت لك سبَّعت لنسائي " قالت : " ثلِّث " مسلم .
4-
ولقد بلغ به الحال في عدله صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرِّط فيه حتى فــــــي مرض موته ، حيث كان يُطاف به عليهن في بيوتهن كل واحدة في نوبتها ، قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - : " لمَّا ثقُل النبي صلى الله عليه وسلم ، واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرَّض في بيتي فأذنَّ له ... " الحديث - البخارى .
5-
وفي رواية قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه : أين أنا غدًا ؟ يريد يوم عائشة ، قالت : فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها ، قالت : فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله وإن رأسه لبين نَحْري وسَحْري وخالط ريقه ريقي " البخاري .
6-
ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال العدل بين نسائه في كل ما يقدر عليه مما هو ( فى يده / فإنه مع ذلك كان يعتذر إلى الله تعالى فيما لا يقدر عليه مما هو ) خارج عن نطاق التكليف ، كما قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول : " اللَّهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ( أبو داود ) وهو يعني بذلك القلب كما فسَّره به أبو داود ، وقيل : يعني الحب والمودة ، كما فسره الترمذي ، والمعنى : أن القسمة الحسِّية قد كان صلى الله عليه وسلم يوفِّي بها على الوجه الأكمل لأنها بيده ، لكن القلب بيد الله ، وقد جعل فيه حب عائشة أكثر من غيرها ، وذلك خارج عن قدرته وإرادته .
ومع ذلك فهو يضرع إلى الله أن لا يلومه على ما ليس بيده ، مع أن الأمر القلبي لا يجب العدل فيه ، وإنما العدل في المبيت والنفقة ، ولكن هذا من باب قول الله تعالى : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) المؤمنون : 60 .
مما يدل على أن أمر العدل بين الزوجات خطير كما بينه صلى الله عليه وسلم في حديث آخر حيث قال : " من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشــِقه ساقط " . وفي رواية ( مائل ) أبو داود وغيره .
وفي عشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه أسوة للمؤمنين ، وعليهم معرفتها والتأسي بها لقول الله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ( الأحزاب : 21 ) لأن فعله صلى الله عليه وسلم كقوله وتقريره ، تشريع لأمته ، وهدى لهم ، يجب عليهم الاقتداء به ما لم يكن الفعل خاصاً به .
حثه صلى الله عليه وسلم الرجال على حسن معاشرة أزواجهم :
ومع ذلك فقد دل النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما تنبغي أن تكون عليه العشرة الزوجية بقوله ، كما دلهم على ذلك بفعله ، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أحاديث كثيرة أقتطف منها ما يأتي من ذلك :
1-
ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " استوصوا بالنساء خيرًا فإن المرأة خلقت من ضِلَع ، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه ، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً " .
وفي رواية عند مسلم : " وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها "
فانظر كيف جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بهنَّ وبيان حقيقتهن ، ليكون ذلك أدعى إلى قبول وصيته ، لأنه إذا كان طبعها العوج ، فإن من الواجب على الرجل أن يصبر عليها ولا يؤمل أن تكون مستقيمة على الصراط ، فإنها تصير إلى ما جُبِلت عليه ولا بد ، ولذلك كان طلب استقامتهن على النحو الأعدل مثار تعجب الشعراء حتى قال بعضهم :
هي الضِّلَعُ العوجاء لست تُقيمها ألا إنَّ تقويم الضُّلوع انكسارُها
وقال آخر فيما هو أعم منه :
ومكلِّف الأشياء غير طباعهـا متَطَلِّب في الماء جَذوة نــار
2-
وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه الوصية كلما حانت الفرصة ، ففي خطبة حجة الوداع أفرد لها جانبًا كبيرًا من خُطبته العظيمة حيث قال صلى الله عليه وسلم " ألا واستوصوا بالنساء خيرًا ، فإنهن عوانُ - أي : أسيرات - عندكم ، ليس تملكون شيئاً غير ذلك ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن ذلك فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضرباً غير مبرِّح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ، ألا وإن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئن فُرُشكم من تكرهون ، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وإن حقَّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن . مسلم .
وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر وصيته بالنساء ، لما يعلمه من حالهن الذي بينه في الحديث السابق ، وهو الحال الذي قد لا يقدر على تحمُّله بعض الرجال الذين لا يملكون أنفسهم عند الغضب فيحمله عوج المرأة إلى أن يفارقها فيتفرَّق شمله ، وتَتَشتَّتُ أسرته وأهله .
ولذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج في حديث آخر إلى ما فيه صلاح حاله مع أسرته بقوله :
3- "
لا يفرك - أي : لا يبغض - مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر " مسلم .
4-
وقال لهم أيضاً : " إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله " الترمذي وغيره .
5-
وقال : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
6-
وقال : " كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو ، أو سهو ، إلا أربع خصال : مشي الرجل بين الغَرضين ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، وتعليم السباحة " النسائى .
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المعلومة الحاثة على انتهاج الأخلاق الحميدة مع الأهل والعشيرة .
تأديبه صلى الله عليه وسلم نساءه إذا اقتضى الأمر ذلك .
ومع تلك المعاشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتهجها مع أهله أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - : رحمة ورأفة وعطفاً وتلطفاً ، إلا أنها لم تكن على ذلك الحال في جميع الأحوال ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيمًا يضع كل تصرف في مكانه اللائق به ، فحيث كانت تلك العشرة أجدى وأولى انتهجها ، وإذا كان التأديب والزجر والهجرة هو الأجدر اتخذه لأنه كما قيل :
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يًكدَّرا
فالنساء بما فطرن عليه من الاعوجاج ، وحدة العاطفة ، يحتجن حتماً إلى تقويم وتربية وتأديب ، ولأجل هذا خوَّل الله تعالى الرجال هذه المسؤولية حيث قال : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) النساء : 34 .
والنبي صلى الله عليه وسلم في عشرته مع أهله لم يستغن عن اتخاذ هذا الأسلوب ليكون أسوة لأمته في التربية والتأديب .
فإنه عليه الصلاة والسلام لما سأله نساؤه النفقة الخارجة عن حده ، وأردن التوسع في الدنيا ولذَّاتها ، خلاف ما اختاره لنفسه منها ، هجرهُنَّ وآلى من الدخول عليهن شهراً ، حتى أنزل الله تعالى عليه : ( يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن واسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما ) ( الأحزاب : 28 - 29 ) ، فخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم في البقاء معه على الكفاف ، أوالمفارقة فاخترن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما تقدمت الإشارة إلى ذلك من حديث أنس وأم سلمة وابن عباس في الصحيحين وغيرهما .
وهكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا جد الجد في معاملته لهن ، بأن أخطأن خطأ لا يمكن التغاضي عنه ، وذلك بأن كان دينياً ، فإنه لا تأخذه في الإنكار عليهن وزجرهن في الله لومة لائم ، فكان يعظ ، ويوجِّه ، ويخوف ، ويغضب ، .. بحسب مقام كل قضية مما هو معلوم ولا يخفى أمره .
وهذا مما يدل على تكافؤ أخلاقه صلى الله عليه وسلم وتوازنها ، حيث يضع كل أمر في نصابه ومحله اللائق الذي لا ينبغي غيره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما اعدلك يا رسول الله حتى بين نسائك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حتى الجماد احبك يا رسول الله
» التفكير فى نعم الله علينا وان تعدو نعمة الله لا تحصوها
» هل ما زلت لا تصلى هل ما زلت متعاظما على الله ( اتقى الله)
» لماذا افعل المعصيه؟
» دقائق معدودة وأجر عظيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى العرب :: اسلاميات-
انتقل الى: