إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونثني عليه الخير كله ، خلقنا من العدم ، وأسبغ علينا النعم ، أحمده سبحانه وقد تفضل وتكرم ، وأشكره وقد أجزل وأنعم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلهُ الخلق ورب الأمم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبيُ الأكرم ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه خيرُ القرون والأمم وعلى التابعين أهل المكارم والقيم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ..
المراقبه
ثانياً : حرص الإسلام على تنشئة المراقبة لدى المسلم .
ثالثاً : نماذج من المراقبة .
رابعاً : المراقبة والتربية .
خامساً : أثار مراقبة الله .
سادساً : كيف نوجد مراقبة الله في نفوس طلابنا .
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا إخلاصاً في القول والعمل وأن يصلح سرائرنا وأعمالنا إنه ولي ذلك وهو القادر عليه .
وسوف نجعل المضوع على مرحلتان لكي يتشوق القارئ ولعدم الإطالة .
فأولاً : تعريف المراقبة .
سئل ابن المبارك رحمه الله ما لمراقبة قال : أينما تكون كأنك ترى الله عز وجل ، وعرفها الحارث المحاسبي بقوله : المراقبة هي علم القلب بقرب الرب .
ثانياً : حرص الإسلام على تنشئة المراقبة .
لقد حرص الإسلام على أن يكون المسلم مراقباً لله عز وجل مراقبة ذاتية حتى وإن ضعفت المراقبة لدى الشاب ويوما فإنه سرعان ما يتذكر مراقبة الله عز وجل فيقلع ويعود إلى رشده ومما يدل على حرص الإسلام على تنشئة المراقبة ما يلي :
أولاً : الأمر بتقوى الله عز وجل في الخلوة ) اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئةالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) والمراد بقوله اتق الله حيثما كنت أي في السر والعلانية .
ثانياً : التحذير من ارتكاب المحرمات في الخلوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لأعلمن أقوما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا عسى أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم فقال :- أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها .
والشارع الحكيم يحذر تحذيراً شديدا من الوقوع في المحرمات وهو حريص غاية الحرص على تنمية المراقبة لله عز وجل .
ثالثاً : ذكر صفات الله عز وجل المقتضية لتلك المراقبة .
يقول الله عز وجل ( إن الله كان عليكم رقيباً ) ويقول الله عز وجل ( إن الله سميع بصير ) وكل هذه الآيات الفائدة منها أن نراقب الله سراً وجهراً .
رابعاً : الحث على الحياء من الله فإن من استحيا من الله لم يبارزه بالمعصية لا في سر ولا في إعلان .
قال صلى الله عليه وسلم ( استحيوا من الله حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوا وليذكر الموت وما بلى ومن أراد الأخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ).
خامساً : ترتيب الأجر العظيم على مراقبة العبد لربه فإن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله وآخر ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .. ) الحديث
ثالثاً : نماذج من المراقبة :
سنذكر نموذجين من نماذج المراقبة وهي مواقف تجلت فيها روعة المراقبة لله عز وجل :
فالأول : قصة سيدنا يوسف عليه السلام فما الذي حمل يوسف عليه السلام على أن يهرب من امرأة العزيز وقد تهيأت جميع الأسباب للوقوع في الفاحشة إن الذي حمله على ذلك هو المراقبة لله عز وجل .
الثاني : هو موقف الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار ومنهم ذلك الرجل الذي عندما تمكن من ابنة عمه قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ) .
وللحديث بقية وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
نسال الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا فى المراقبه الرجاء الرد والمساهمه