الوهاب
هو فعال من قولك وهبت أهب هبة والهبة تمليك الشيء بلا مثل والمثل في الشرع على وجهين قيمة وثمن والله تعالى وهاب الهبات كلها
الرزاق
الرزق إباحة الانتفاع بالشيء على وجه يحسن ذلك قال الله تعالى ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا والله تعالى هو الرزاق وهو الرازق
الفتاح
هو من قولك فتحت الباب أفتحه فتحا ثم كثر واتسع فيه حتى سمي الحاكم فاتحا وذلك لأنه يفتح المستغلق بين الخصمين وأنشدوا ألا أبلغ بني عمرو رسولا فإني عن فتاحتكم غني والله تعالى ذكره فتح بين الحق والباطل فأوضح الحق وبينه وأدحض الباطل وأبطله فهو الفتاح
العليم
العليم والعالم بمعنى واحد وفعيل وفاعل يشتركان في كثير من الصفات قالوا ضريب وضارب وعريف وعارف وأنشدوا أو كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم يتوسم
وحسن الإعادة لاختلاف معنييهما لأن العليم فيه صفة زائدة على ما في العالم وحكي عن قطرب أن قولنا عليم في اسم الله تعالى يفيد العلم بالغيوب ففي إعادة اللفظين الآن معنى حسن
القابض الباسط
الأدب في هذين الاسمين أن يذكرا معا لأن تمام القدرة بذكرهما معا ألا ترى أنك إذا قلت إلى فلان قبض أمري وبسطه دلا بمجموعها أنك تريد أن جميع أمرك إليه وتقول ليس إليك من أمري بسط ولا قبض ولا حل ولا عقد أراد ليس إليك منه شيء وقال الشاعر متى لا متى أدركتم لا أبالكم بأيديكم اللذات بسطي أو قبضي
الخافض
الخفض ضد الارتفاع وتقول فلان في خفض من العيش أي في دعة ولين وطمأنينة وقال أبو علي هو ضد قولهم هو في عيش رتب لأن من هو في ارتفاع ونشز من الأرض لا يطمئن من هو في وهدة ودعة وهو الله سبحانه وتعالى يخفض من استحق الخفض من أعدائه ويرفع من استحق الرفع من أوليائه وكل ذلك حكمة منه وصواب
الرافع
هو الذي يرفع من استحق الرفع من أوليائه يرفع منزلتهم في الدنيا بإعزاز كلمتهم ويرفعهم في الآخرة بارتفاع درجتهم فله الحمد والشكر على نعيم الدارين
المعز
وهو تعالى يعز من شاء من أوليائه والإعزاز على ضروب إعزاز من جهة الحكم والفعل وإعزاز من جهة الحكم وإعزاز من جهة الفعل فالأول هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا ببسط حالهم وعلو شأنهم فهو إعزاز حكم وفعل والوجه الثاني ما يفعله تعالى ذكره بأوليائه من قلة الحال في الدنيا وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الرتبة فذلك امتحان من الله تعالى لوليه وهو يثيبه إن شاء الله على الصبر عليه والوجه الثالث ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الأمر والنهي وظهور الثروة في الحال في الدنيا فذلك إعزاز فعل لا إعزاز حكم وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم وإنما ذلك إملاء من الله تعالى له واستدراج وقد قال الله تعالى ذكره إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين
المذل
الله تعالى يذل طغاة خلقه وعتاتهم حكما وفعلا فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلا فهو ذليل حكما وفعلا وقد أذلهم أيضا بأن أمرنا باستعبادهم وإلزام الصغار عليهم وأخذ الجزى عنهم كما قال تعالى ذكره حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
السميع
هو فعيل في معنى فاعل وقد تقدم في مثله القول والله تعالى سامع وسميع ويجيء على قياس قول قطرب أن يقول في سميع إنه الذي يسمع السر وسامع في كل شيء ويجيء في كلامهم سمع بمعنى أجاب من ذلك ما يقوله المصلي عند رجوعه من الركوع سمع الله لمن حمده فسر على أنه بمعنى استجاب وقد أنشد أبو زيد في النوادر
دعوت الله حتى خفت ألا يكون الله يسمع ما أقول أي لا يجيب
البصير
هذا فعيل في معنى مفعل كما جاء أليم في معنى مؤلم
وقال الشاعر أمن ريحانة الداعي السميع وإنما جاء ذلك لأن مفعلا اسم الفاعل من أفعل ومطرد فيه اطراد فاعل في فعل
الحكم
والحكم والحاكم بمعنى واحد وأصل ح ك م في الكلام المنع وسمي الحاكم حاكما لأنه يمنع الخصمين من التظالم وحكمة الدابة سميت حكمة لأنها تمنعه من الجماح وفي كتب السلاطين القديمة واحكم فلانا عن ذلك الأمر بمعنى امنعه قال أبو علي ومثل مجيء حاكم وحكم بمعنى واحد قول الناس فلان سالم وسلم وهما ذو السلم وهو الصلح وقال الشاعر أغاضر إنني سلم لأهلك فاقبلي سلمي
وكذلك قولهم واسط ووسط وقال الله عز وجل وكذلك جعلناكم أمة وسطا فالله تعالى هو الحاكم وهو الحكم بين الخلق لأنه الحكم في الآخرة ولا حكم غيره والحكام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قبله تعالى علوا كبيرا
العدل
أصل هذه اللفظة من قولهم عدلت عن الطريق أعدل عنها عدلا وعدولا وإنما سمي العدل والعادل لأنهما عدلا عن الجور إلى القصد والله تعالى عادل في أحكامه وقضاياه عن الجور فأفعاله حسنة وهو كما قال والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء
اللطيف
أصل اللطف في الكلام خفاء المسلك ودقة المذهب واستعماله في الكلام على وجهين يقال فلان لطيف إذا وصف بصغر الجرم و فلان لطيف إذا وصف بأنه محتال متوصل إلى أغراضه في خفاء مسلك وفلان لطيف في علمه يراد به أنه دقيق الفطنة حسن الاستخراج له فهذا الذي يستعمل منه وهو في وصف الله يفيد أنه المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون وهذا مثل قول الله تعالى ويرزقه من حيث لا يحتسب فأما اللطف الذي هو قلة الأجزاء فهو مما لا يجوز عليه سبحانه
الخبير
قال أبو علي أخذ هذه الكلمة أبو إسحاق من قولهم خبرت الأرض إذا شققتها وفلان خبير بالشيء إذا كان عالما به وكأنه هو الذي بحث عن ذلك الشيء حتى شق عنه الأرض قال أبو علي وهو عندنا من الخبر الذي يسمع لأن معنى الخبير العالم وقال إذا لاقيت قومي فاسأليهم كفى قوما بصاحبهم خبيرا فالعلم أبدا مع الخبر فما حاجة أبي إسحاق إلى أن يأخذه من الخبر والشق
الحليم
هو الذي لا يعاجل بالعقوبة فكل من لا يعاجل بالعقوبة سمي فيما بيننا حليما وليس قول من قال إن الحليم هو من لا يعاقب بصواب أما سمع قول الشاعر الفصيح وأظنه كثيرا حليما إذا ما نال عاقب مجملا أشد العقاب أو عفا لم يثرب ووصف الله تعالى بالحلم المخلوقين فقال تعالى فبشرناه بغلام حليم
العظيم
المعظم في صفة الله تعالى يفيد عظم الشأن والسلطان وليس المراد به وصفه بعظم الأجزاء لأن ذلك من صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا
الغفور
هو فعول من قولهم غفرت الشيء إذا سترته وقد مر ذكره قبل وفعول موضوع للمبالغة وكذلك فعال وإنما جاز تكرارهما وإن كانا بمعنى واحد وأنت لا تكاد تقول في الكلام فلان تروك للفواحش تراك لها وصدوف عن القبائح صداف عنها لمعنيين أحدهما أن اختلاف الموضعين يحسن من ذاك مالا يحسن مع المجاورة ألا تراهم أجمعوا على أن الإيطاء مع بعد الموضع ليس هو مثله مع قرب الموضع والوجه الآخر أن هذا يحسن في صفات الله تعالى ذكره وإن كان لا يحسن في أسامي المخلوقين وصفاتهم لأنهم لم يبلغوا قط في صفة من الصفات والله تعالى المتناهي في هذه الصفات التي تمدح بها فيحسن فيه سبحانه من ذلك ما لا يحسن في غيره
ويجيء على قياس قول أبي علي قطرب أن يكون الغفور في ذنوب الآخرة والغفار الذي يسترهم في الدنيا ولا يفضحهم والوجه هو الذي ذكره أبو إسحاق